قبل فترة تلقيت اتصالا من رقم غريب فقمت بالرد لظني أنه أحد أقاربي
ربما غير رقمه خاصة أن بعضهم من هواة تغيير الأرقام
المهم أني اكتشفت في النهاية أن صاحب الإتصال إنما هو أحد المزعجين الذين لاهم لهم إلا التسلي بأعراض المسلمين
فكتبت له الرسالة التالية فلم يزعجني بعدها ولله الحمد والمنة
وقد أحببت أن أضعها هنا لعل الله ان ينفع بها.
******************
أحب أن أقولك إذا كنت ممن ابتلي بالمعاكسات واعيذك بالله أن تكون من هؤلاء
فاتق الله في نفسك فالأيام دول وما ترضاه اليوم لبنات المسلمين
ثق يقينا أنه سيكون هناك من يرضا ذلك غدا لمحارمك وحينها
لاتلومن إلا نفسك
وأظنك قد سمعت بقصة دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا
ومعنى القصة أن كل ماتفعله بأعراض المسلمين سيفعل مثله بأهلك
ومحارمك فتنبه يارعاك الله
واذا كنت فعلا ممن ابتلي بأذية نساء المسلمين ولازلت أقول أعيذك
بالله أن تكون من هذه الشرذمة الفاسدة المفسده التي لاهم لهم
إلا التسلي بأعراض الناس
أقول لك تذكر أنه لن يطول بك المقام فالدنيا اخي الفاضل دار فناء
ومهما غرتك الدنيا بملذاتها وشهواتها وفتنها التي أحاطت بالناس
إحاطة السوار بالمعصم
إلا أنها تأخذ أهلها فجأة فكم من مؤمل في الدنيا خرج من بيته صباحا
يرفل في ثيابه فعاد مساء ملفوف بأكفانه
فتنبه أخي الكريم وكن من الدنيا على حذر فالدنيا دار غرور وطالما
غرت الكثير من أهلها حتى أوردتهم الموارد
ونصيحتي لك
أن تحاسب نفسك على تقصيرك في حق ربك
وأن تجعل هذا اليوم بداية ميلادك الحقيقي
اجعله بداية توبتك وعودتك إلى الطريق المستقيم وثق أن الرحمن
سبحانه سيفرح بتوبتك وعودتك إلى خالقك ومولاك
وسيبدل سيئاتك حسنات
ثم اسأل نفسك ماذا جنيت من بعدك عن مولاك ؟
ماذا جنيت من أذيتك للناس ؟
ماذا جنيت من رفقة البطالين ؟
ماذا وماذا وماذا؟
حتما ستكون إجابتك أخي في الله
هي :
لاشيئ سوى الهم والكرب وضيقة الصدر
أخي الكريم جرب الطاعة فطريقها يبدأ بالعزيمة ثم بخطوة صادقة نحو
الهدف
وهدفك لاشك هو:
رضا الله والجنة.
أسأل الله أن يبلغك الفردوس الأعلى ووالديك وكل عزيز عليك
أقسم بالله العظيم لوتفكرنا في حقيقة الدنيا لما وصل بنا الحال
كمسلمين لما وصل إليه
ولربما رددنا مقولة علي بن أبي طالب
يادنيا غري غيري فقد طلقتك ثلاثا
لكننا للأسف ننظر للدنيا وكأننا مخلدين فيها
كان من دعاء العثيمين رحمه الله
اللهم لاتجعل الدنيا في قلوبنا واجعلها في أيدينا
ويقصد أن لانتعلق بالدنيا حتى تصبح همنا الأكبر
اخي الكريم
يقال طريق الألف ميل تبدأ بخطوة
وأتمنى
أن تبدأ خطوتك الآن
بالمحافظة على صلاتك
فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
أقبل على كلام رب العالمين فهو الحصن المنيع الذي لايأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه
ابحث عن الصحبة الصالحة الذين يذكرونك إذا نسيت
ويسددونك إذا زللت ويقومك إذا اعوججت
فالرفقة الصالحة هم نعم العدة في لحظة الشدة
وإياك وظلم الناس فالظلم ظلمات يوم القيامة
يقول الله عزوجل في حديث قدسي
مامعناه
(( يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً
فلا تظالموا))
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم
( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله :
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
وليس هناك أخي الكريم أقبح ولا أقذر من أن تخون الناس
في أعراضهم فهذا لعمري من أبشع الظلم
أسأل الله أن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه .